Τετάρτη 28 Σεπτεμβρίου 2011

العهدة العمرية ومسيرة التعايش السلمي في المشرق

العهدة العمرية
 ومسيرة التعايش المسيحي الاسلامي في ديار المشرق العربي

كان الدافع الأول لكتابة هذه المقالة – المداخلة و الدعوة التي تلقاها غبطة بطريرك أورشليم – القدس للروم الأرثوذكس آنذاك السيد ايرينيوي الأول من لجنة كنيسة الروم الأرثوذكس المقدسية  في العاصمة القطرية   الدوحة  بتاريخ 5 / 5/ 2004 [1].

أربعة عشر قرناً مضت تقريباً من تاريخ تسليم الخليفة عمر بن الخطاب , طيب الله ذكراه , عهدته عام 636 ميلادي الى بطريرك ملة الروم الأرثوذكس في القدس صفرونيوس . عهدة ما تزال تعتبر ركناً من أركان قواعد وأسس ما نسميه اليوم بالقانون الدولي والمواثيق الدولية .
وكانت تلك العهدة أولى معاهدة صلح بين الفاتح وبين المستسلم , والتي ضمنت وضمن بها البطريرك الشيخ صوفرونيوس مصالح وأمان وعبادة أهل وسكان بلده , وملته ,  ومذهبه . وجاء , من بين ما دُبج في مقدمتها ما يلي :   "  الحمد لله الذي أعزنا  بالاسلام , وأكرمنا بالايمان , ورحمنا بنبيه محمد , صلى الله عليه وسلم , يقول الخليفة  عمر , ليتابع : وجعلنا أخواناً متحابين .
أما جوهر مضمون العهدة من الناحية القانونية فانه يرتكز على مبدأ قطع عهدة أمان وصلاحية ومنح حقوق سيادة ورعاية لبطريرك وأِمام القوم وملة الروم الأرثوذكس صوفرونيوس .واليكم ايها نصها الحرفي كما يرد في المخطوطة المحفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس , وهذا  نصها [2] :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أعزنا بالاسلام  وأكرمنا بالايمان ورحمنا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهدانا من الضلالة وجمعنا به بعد الشتات وألف  قلوبنا ونصرنا على الأعداء ومكن لنا من البلاد وجعلنا أخواناً متحابين .  واحمدوا الله عباد الله على هذه النعمة .

" هذا كتاب عمر بن الخطاب لعهد وميثاق أُعطي الى البطرك المبجل المكرم وهو صوفرونيوس بطرك الملة الملكية في طور الزيتون بمقام القدس الشريف في الاشتمال على الرعايا والقسوس والرهبان والراهبات حيث كانوا وأين وجدوا , وأن يكون عليهم الأمان , وأنَّ الذمي اذا حفظ أحكام الذمة وجب له الأمان والصون منّا نحن المؤمنين والى من يتولى بعدنا , وليقطع عنهم أسباب جوانحهم كحسب ما قد جرى منهم من الطاعة والخضوع , وليكن الأمان عليهم وعلى كنايسهم ودياراتهم وكافة زياراتهم التي بيدهم داخلاً وخارجاً وهي : القمامة وبيت لحم مولد عيسى عليه السلام وكنيسة الكبراء والمغارة ذي الثلثة أبواب قبلي وشمالي وغربي , وبقية أجناس النصارى الموجودين هناك وهم : الكرج والحبش والذين يأتون للزيارة من الافرنج والقبط والسريان والأرمن والنساطرة واليعاقبة والموارنة تابعين للبطرك المذكور. ويكون متقدماً عليهم لأنهم أعطوا من حضرة النبي الكريم والحبيب المُرسل من الله , وشُرفوا بختم يده الكريم وأمر بالنظر اليهم والأمان عليهم. كذلك نحن المؤمنين نحسن اليهم اكراما ًلمن أحسن اليهم ويكونوا معافاً من الجزية والغفر والمواجب ومسلَّمين من كافة البلايا في البر والبحور وفي دخولهم للقمامة وبقية زياراتهم لا يؤخذ منهم شيء . وأما الذين يقبلون الى الزيارة الى القمامة يؤدي النصراني الى البطرك درهم وثلث من الفضة وكل مؤمن ومؤمنة يحفظ ما أمرنا به سلطاناً أم حاكم أم والي يجري حكمه في الأرض, غني أم فقير من المسلمين المؤمنين والمؤمنات .
وقد أُعطي لهم مرسومنا هذا بحضور الصحابة الكرام : عبد الله وعثمان بن عفان وسعد ابن زيد وعبد الرحمن ابن عوف وبقية الأخوة الصحابة الكرام . فليُعتمَد على ما شرحنا في كتابنا هذا ويُعمل به وابقاء في يدهم . وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وآله وأصحابه والحمد لله رب العالمين . حسبنا الله ونعم الوكيل. في العشرين من شهر ربيع الأول سنة خامس وعشر للهجرة النبوية .
وكل من قرى مرسومنا هذا من المؤمنين وخالفه من الآن والى يوم الدين , فليكن لعهد الله ناكثاً ولرسوله الحبيب باغضاً " .  
وهكذا بدأت في القدس الشريف , الى جانب بقية ديار المشرق مسيرة جديدة من التعايش بين أتباع ديانتين متقاربتين في مبدأ التوحيد , ولكنهما متباعدتيمن من زاوية الفقه او اللاهوت العقائدي.
ولم يكن اسلام مكة بالغامض  أو المجهول على الأرثوذكسية المسيحية في بلاد الروم , بمشرقها وغربها .
ولسنا نحن هنا بصدد الغوص في نقاط التقارب أو التباعد العقائدي بين أتباع الديانتين . بل سينحصر كلامنا هنا , بالنسبة لوفد كنيستنا المقدسية للروم ألرثوذكس , بأمر أصالة تواجدنا وقانونية  استمراريتنا في الدار المقدسة , ديار أسلافنا , وديار أبنائنا , وديار أحفادنا , وكلنا فيها أهل وأخوة وشعب يعيش في جو نريده  وما نبتغيه هو ,أن يتظلل بروح التآخي والتسامح وقبول البعض لبعضهم الآخر .
واين  وعلى ماذا تستند مكواقفنا تاريخياً وقانونياً وبحكم الأعراف والتقاليد ؟
يأحاول , وليس بالتفصيل الدقيق سرد بعض المواثيق والاتفاقيات( الفرمانات ) التي أعطيت لسادتنا من البطاركة والأساقفة , التي بموجبها ووفقاً لأحكامها قاموا برعاية مصالح أمتهم وملتهم وأتباع مذهبهم وعقيدتهم .
وكانت صعاب كنيستنا الأرثوذكسية في القدس الشريف قد بدأت بالفعل عندما اجتاحت جيوش الفرس الأراضي المقدسة وعبثوا بكنائسها وأديرتها دماراً وتخريباً وبرهبانها ورجال كهنتها قتلاً وتمثيلاً . ولم تنجُ كنيسة في ديارها المقدسة سوى كنيسة المهد في بيت لحم . ولم يكن ذلك تعبير اجلال ومحبة وايمان بالمسيح يسوع المولود في مهد بيت لحم , بل بفضل أيقونة ميلاد يسوع وسجود مجوس بلاد الفرس الذين صورتهم الأيقونة بلباسهم الفارسي , حيث ظنَّ الغزاة بأن المهد لاه علاقة بديانتهم وشعبهم . وهكذا أعفوا عنه .
وعندما فتحت جيوش المسلمين منطقة القدس كانت الديار قد استعادت بعض القدر من سلامتها وسلامها ,  ولذا فضل البطريرك القديس صفرونيوس عملية الصلح على المقاومة . وحسناً ما كان قد فعل . وكان قراره ذلك حكمة الراعي ورشد الامام الذي قوبل بسماحة التصرف وحسن الجوار والتعايش . وسارت الأمور والأحوال في ظل هذا التسامح خلال معظم فترة سلطة الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين , رغم كل محاولات أسلمة سكان البلاد , المسيحيين في أغلبيتهم , وفرض استخدام اللغة العربية وتداولها , علماً بأن اليونانية كانت تستخدم في البلاط الأموي الى جانب العربية والفارسية في بغداد والقبطية في مصر , الى جانب العربية ايضاً هناك .
ورغم بعض حالات التوتر في العلاقات وممارسات الضغوط أو حتى الاضطهاد في عهد الخليفة عمر الثاني عام ( 711 – 720 )  واستشهاد البطريرك يوحنا الثاني عام ( 966 ) وهدم واحراق كنيسة القيامة أيام الخليفة الحامك ( 996 – 1-20 ) فقد استمرت كنيسة أورشليم المقدسية  , كونها أم الكنائس , محافظة على دورها كمركز للايمان المسيحي الأرثوذكسي المستقيم الرأي .
وان كانت الحروب الصليبية قد جاءت رداً  , في مظهر تعللها ,  على ما قام به السلجوقيون عام ( 1078 ) في الحد من حريات المسيحيين  والزياحات الطقسية الدينية في أماكن العبادة بالقدس الشريف والأراضي المقدسة عامة , لتحرر هذه الديار ومقدساتها , فانها بالواقع جاءت كمنطلق وكنتيجة أدت الى احتلال الديار واعلان تملكها بدون مصداقية الدافع والواقع الذي كشف فيما بعد عن حقيقة استراتجيته .
وقد اثبتت الحقيقة التاريخية أن وجود العنصر اللاتيني الذي سميَّ  "  بالصليبية " في الأراضي المقدسة , وفي القدس الشريف خاصة يشكل صفحة حالكة السواد في تاريخ العلاقات الحضارية والسياسية ما بين الشرق والغرب . ولم يكن المشرق الاسلامي هو هدف الحملات الصليبية بل الشرق المسيحي الأرثوذكسي المذهب , ابتداءً  من اليونان الى  القسطنطينية ,عاصمة الامبراطورية البزنطية الأرثوذكسية , وصولاً الى الديار المسيحية المقدسة عامة ,  والقدس الشريف خاصة .
وللمرة الأخرى تلاحم أهل الديار , وظلل وضع التآخي جو مقاومة الدخلاء والمستعمرين . وتمكن أبناء الشعب الواحد , على مختلف مللهم ودياناتهم ومذاهبهم من مقاومة المستعمر الدخيل الى أن تم طرده .  وكانت الامبراطورية البزنطية  , رغم كل المصاعب التي واجهتها ,  تمد يد العون الى ملة الروم الأرثوذكس في الديار المقدسة , الى حين أن سقطت عام (1453 ) .
ومنذ ذاك الحين , عمل بطاركة أورشليم القدس من ملة الروم الأرثوذكس على تأمين وابرام معاهدات وتوقيع عهدة اتفاقيات مع السلطة والسيادات والقيادات الجديدة في الباب العالي , والتي تعتمد في مضمون أحكام أغلبها على ما كانت قد نصت عليه العهدة العمرية من أحكام .
وكانت أول معاهدة قد أبرمت تلك التي حصل بموجبها بطاركة  أورشليم المقدسية أثناسيوس الرابع ( 1452 – 1460 ) وغريغوريوس الثاني ( 1468 – 1493 ) على صلاحيات دينية وملية من محمد الثاني . 
وفي أيام البطريرك الأورشليمي ذوروثيوس الثاني ( 1506 – 1537 ) تمكن السلطان سليم الأول من طرد المماليك من القدس. وهكذا أصبحت الديار المقدسة تحت سلطة الباب العالي في القسطنطينية . واعترف سليم الأول بسيادة بطاركة الروم الأرثوذكس على أماكن العبادة في الأراضي المقدسة ,  رغم بعض ردود الفعل لملة الأرمن .
وكانت سيادة بطاركة الروم الأرثوذكس  على أماكن العبادة في الديار المقدسة أيام الحكم العثماني قد اعتمدت على ما ما كان قد أصدره سلاطين الباب العالي من فرمانات الى البطاركة الروم الأرثوذكس , نذكر بعضاً من أهمها :
-  فرمان السلطان سليمان الى بطريرك القدس جرمانوس عام ( 1529 ) .
-  فرمان السلطان مراد الرابع الى بطريرك القدس ثيوفانيس عام ( 1634 ) .
-  الفرمان الذي  أعطي للبطريرك باييسيوس ( 1645 – 1660 ) والذي تحددت بموجبه اقامة رعايا ملة الأرمن في دير القديس يعقوب في القدس .
-  فرمان السلطان عثمان الثالث الى بطريرك الروم الأرثوذكس , الذي يبرز تاريخ أماكن العبادة وحقوق سيادة ملة الروم عليها . وتجدر الاشارة هنا الى أن الفرمان المذكور قد نص للرجوع الى عودة حضور راهب رومي الملة وارثوذ كسي المذهب , كحارس دائم على مدخل القبر المقدس .
وتوالت عملية اصدار فرمانات مماثلة عام ( 1809 ( وعام ( 1834 ) وعام ( 1845 ) حينما أبرمت معاهدة باريس بين تركيا وروسيا وفرنسا  ,  والتي نصت احدى بنودها على اعادة ترميم كنيسة القيامة وقبتها , تحت اشراف بطريركية الروم الأرثوذكس .
وكان قانون الامبراطورية العثمانية قد حدد في عام ( 1875 ) اسم كنيسة الروم الأرثوذكس المقدسية          " ببطرخانة الروم " . وقد جاء هذا التحديد أيضاً في تقرير المفوض السامي البريطاني عام (1926).
ومن ناحية أخرى , ضمن القانون 27 / 1958 الصادر عن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية , الذي بموجب أحكامه تتم ادارة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية كل هذه الحقوق  التي اوردتها الفرمانات والمعاهدات والعهد السابقة الذكر , وذلك من زاوية سريان مفعول القانون المدني والاداري في تعاملها .
والسؤال المطروح علينا وأمامنا الآن هو :
أهل كان بامكاننا التحدث عن عيش كريم وتعايش مسالم مشترك ؟ ان لم يكن لدينا أساس قانوني , اعتمد بجوهرية مضمون أحكامه على عهدة عمر بن الخطاب , طيب الله ذكراه ....
وهل كان بامكاننا التحدث اليوم عن حوار حضاري مسالم وفعّال بين أتباع الدياناتى المختلفة والمذاهب المتعددة ؟  لو لم يكن لدينا على مدى مسيرة تاريخ شعوبنا المؤمنة بوجود الله وبحتمية انسانية الانسان , قادة يدركون التسامح والتآخي بين أفراد المجتمع الواحد المتعايش , رغم تعدديته الدينية والحضارية والعرقية .....
ونحن اليوم نعيش في عصر يحيا من جديد عهدة عمرية , لا تنحصر بالأمان فقط , بل تتعداه طلباً ومطالبةً بالتواجد والتعايش والتآخي بين بني البشر . وهذا التعايش والتواجد والتآخي يجب أن يبقى هدفاً تنشده المسيحية والاسلام , ومطلياً يترجاه كل مسلم وكل مسيحي في مشرقنا وفي العالم أجمع [3].  
   
وقد شكل جوهر نص العهدة العمرية المحور الأساسي للكلمتين اللتين ألقيتهما , باسم غبطة البطريرك آنذاك  ايرينيوس الأول أمام :
 1  - سيادة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بمقره في رام الله  
 وهذا نصها :
سيادة الرئيس السيد ياسر عرفات حفظه الله
يسعدنا في هذا اليوم المبارك الذي نزور فيه رعيتنا المباركة  و أبناء ملتنا في هذه الديار , لأن نجتمع بسعادتكم  ,  وبأركان من السلطة الوطنية الفلسطينية الموقرة .
ان كنيستنا المقدسية للروم الأرثوذكس , بأمر وحكم  أصالة تواجدها وقانونية استمراريتنا في هذه الديار المقدسة , ديار أسلافنا , وديار آبائنا  , وديار أحفادنا , ونحن كلنا فيها , أهل وأخوة وشعب يعيش في جو نريده أن يتظلل بروح التآخي والتسامح وقبول البعض لبعضهم الآخر .
واننا نعتز , ونحن قادة طائفة الروم الأرثوذكس , بطريرك أم الكنائس  أورشليم -  القدس , بانتمائنا لهذا البلد العريق , وانتساب عدد كبير من أبناء رعيتنا اليه . 
وبالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس , أتباع العقيدة المستقيمة الرأي , فهم من أصالة هذا البلد وليسوا بالغرباء أو الدخلاء عليه .  فمنهم كان البطريرك صفرونيوس , ومنهم كان يوحنا الدمشقي , ومنهم كان المدافعون عن سلامته والزود عنه ,  ومنهم من أعطى عصارة قلبه وفكره في سبيل نهضة هذه الأمة حضارياً وقيادة ً فكرية ً . وما زلنا الى اليوم أوفياء على هذا العهد .
ونحن اليوم يا سيادة الرئيس في زمن وفي ديار تنشد من جديد عهدة مماثلة لتلك العمرية , لا تنحصر بالأمان فقط , بل تتعداه طلباً ومطالبة ً بالتواجد والتعايش والتآخي بين بني البشر .  وهذا التعايش والتواجد والتآخي يجب أن يبقى هدفاً تنشده أديان السموات ومطلباً يترجاه كل مؤمن بالله في مشرقنا , وفي العالم أجمع .

2 -  في حضرة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في عمان خلال الحفل الرسمي الذي أقيم بمناسبة عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية , وذلك ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي أقامها البطريرك ايرينيوس الأول والوفد المرافق له الى العاصمة الأردنية والفحيص ومؤدبا , تلبية لدعوة من البلاط الهاشمي في النصف الثاني من شهر أيار / مايو 2004 .
وهذا نصها :
صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني , ملك المملكة الأردنية الهاشمية المعظم
يوم مبارك هو هذا اليوم الذي نحتفل فيه بعيد الأردن الوطني ...
ويوم سعيد هو هذا اليوم , ونحن في زيارة جلالتكم في هذا البلاط الرحب والمضياف .
لن أطيل الحديث يا صاحب الجلالة . سأكتفي بالاشارة الى اصراركم وجهدكم الدائم في سبيل خدمة شعب كريم يسوده جو التآخي والاحترام المتبادل بين كافة فئاته الاجتماعية , على مختلف دياناتها ومذاهبها . وهذا ليس بالغريب على العائلة الهاشمية .
عرفنا المغفور له عبد الله الأول , وهو المدافع عن كل حقوقنا . وعرفنا الحسين بن طلال , والدكم , طيب الله ثراه , يثابر في مودته ومحبته وحمايته عن دارنا وديارنا المقدسة . وعرفناكم يا صاحب الجلالة , خير خلف لخير سلف .
واننا نعتز , نحن قادة طائفة الروم الأرثوذكس , بطريرك أم الكنائس أورشليم – القدس بانتمائنا لهذا البلد العريق وانتماء عدد كبير من أبناء رعيتنا اليه .
لقد حافظتم ’ يا صاحب الجلالة وبكل اخلاص وشهامة على معطيات العهدة العمرية التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب لسلفنا البطريرك والقديس صفرونيوس عام 636 . وأحطتم بعنايتكم الكريمة صرحنا , وما نبذله من جهد في سبيل رعاية أبناء ملتنا التي أوكلنا الله أمر السير بها في طريق الصلاح والخير , لتكون دعاة خير وتقدم وسلام في مجتمعها الأردني , في ظل توجيهاتكم الرشيدة وادارتكم الحكيمة .
واسمحوا لي يا جلالة الملك المعظم بأن أتوجه اليكم بالشكر الجزيل على حرارة الاستقبال وحسن الحفاوة التي أحطتم زيارتنا لكم . كما أشكركم باسمي , وبالنيابة عن اخوتي رؤساء الطوائف المسيحية في المملكة الأردنية الهاشمية على استقبالكم لنا هنا .
عشتم يا صاحب الجلالة وعاش الأردن في ظل رعايتكم بلد التقدم والرفاهية والازدهار ومجتمع التآلف والتسامح والتآخي .   


9-  أود أن نحيط غبطتكم الموقرة أنه بتاريخ 73/0:2004 سيعقد في دولة قطر مؤتمر الحوار المسيحي الاسلامي الثاني ولمدة ثلاثة أيام . وقد طلب معالي الشيخ جبر آل ثاني  تزويده خلال اسبوع  واحد بأسماء اي من الشخصيات الدينية والعلمية الراغبة في الحضور . وستقوم وزارة الخارجية بتوجيه الدعوات الرسمية لهؤلاء الشخصيات ...
وأود الاشارة يا صاحب الغبطة بأن كنيستنا كانت مغيبة تماماً في تالمؤتمر الأول .  وأتمنى أن يكون لنا حضور واضح في هذا المؤتمر, لتأكيد تواجدنا وفاعليتنا في دولة قطر العزيزة التي تهدف لأن تكون مثلا يحتذى به في مجال حرية الأديان وحوار الثقافات .
وكان الرد سريعا وايجابياً حيث صدر عن المكتب الخاص لغبطة البطريرك الكتاب التالي تحت رقم 73 / 18 – 5 – 2004
السيد أسامة بشارة غاوي
لجنة الروم الأرثوذكس – قطر
تحية طيبة وبعد .
أشكركم على رسالتكم الموجهة لغبطة البطريرك كيريوس كيريوس ايرينيوس الأول ,  وعلى ما جاء فيها من تفاصيل حول الاجتماع الذي تم في وزارة الخارجية القطرية .
وبناءً على ما جاء فيها حول انعقاد مؤتمر الحوار المسيحي الاسلامي الثاني الذي سينعقد بقطر بتاريخ 72-05-2004 نفيدكم بأن غبطة البطريرك قد أوكل  وبكل سرور واستعداد الى كل من سيادة المطران سيلفيستروس ( سمعان ) جبرا ابراهيم الفار والبروفسور أفثيميوس أسوس مدير مكتبه الخاص وقدس الأرشمندريت ثيوفيلوس ( البطريرك الحالي ) والسيد المهندس ثيوذوسيوس ميتروبولوس للمشاركة في هذا المؤتمر .
وسيتحدث باسم بطريركية القدس للروم الأرثوذكس في المؤتمر البلاوفسور أفثيميوس أسوس حول موضوع "  العهدة العمرية ومسيرة التعايش المسيحي الاسلامي في ديار المشرق العربي " .
وتفضلوا بقبول فائق الشكر والاحترام
                                                                                                        أفثيميوس أسوس
                                                                   مدير المكتب الخاص لغبطة البطريرك –   ومكتب الاعلام والعلاقات العامة   
[2] - Histoire de Jerusalem et d’ Hebron , τμήμα του  Saint – Germain de Pres , αρ. 100. Βλ.  Sesostris   Sidarous  Πασά    :  Des  Patriarcats    σελ.   510 -  512 .
تسليم المدينة المقدسة أورشليم الى الخليقة عمر بن الخطاب , من قبل البطريرك صفرونيوس سنة 638 مسيحية الموافقة لسنة 15 هجرية .
11 - المراجع          
- الشماس غريغوريوس بالاماس . مجلة أورشليم (1862 )  يوناني
- يوانيس زيزيولاس . تاريخ كنيسة أورشليم . المجلد السادس صفحة 830-843 . يوناني .
كاليستوس ميلياراس . الأراضي المقدسة في فلسطين وحقوق أمة الروم فيها  القدس 1928 . يوناني .
- خيسوستوموس باباذوبولوس . تاريخ كنيسة أورشليم . أثينا 1970 . يوناني
- HISTOIRE DE JERUSALEM ET D ‘ HEBRON – SAINT – GERMAIN DE PRES No 100 .
- SESOSTRIS SIDAROUS PASSA : DES PATRIARCATS . peg. 510 – 512 .


Δεν υπάρχουν σχόλια:

Δημοσίευση σχολίου